” وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.” (لوقا 44:22).
لوقا هو كاتب الإنجيل الوحيد الذي يذكر أن يسوع كان يعرق دم, على الأرجح لأنه كان طبيباً. هذه الحالة الطبية معروفة جيدًا، وفقًا للدكتور فريدريك زوجيب (كبير الفاحصين الطبيين في مقاطعة روكلاند، نيويورك). يطلق عليه “التعرق الدموي”. “حول الغدد العرقية، هناك عدة أوعية دموية في شكل يشبه الشبكة.” تحت الضغوطات النفسية الكبيرة تنقبض الأوعية. ثم مع مرور الضغط النفسي “تتمدد الأوعية الدموية إلى درجة التمزق. حينها يذهب الدم إلى الغدد العرقية”. نظرًا لأن الغدد العرقية تنتج الكثير من العرق، فإنها تدفع الدم إلى السطح – ويخرج على شكل قطرات دم مختلطة مع العرق.
في الليلة التي سبقت يوم الصلب عانى يسوع آلام تفوق آلام البشر في بستان جثسيماني. لقد كان ثقل الخطايا البشرية عليه عظيماً. وكان يعلم أنه تحت هذا الثقل من الخطايا، سيحوِّل الآب وجهه بعيدًا عنه وبالتالي سيتحمّل الانفصال عن أبيه.
يمكن وصف معاناته على أفضل وجه في كلمات النبي،” اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ…” (زكريا 7:13). وبينما كان يحمل خطايا العالم، شعر أن اتحاده مع الآب قد انكسر، وخشي أنه في طبيعته البشرية لن يكون قادرًا على تحمل الصراع القادم مع قوى الظلام.
المسيح كان يجرّب بجعل الجنس البشري يتحمل عواقب خطاياه, بينما كان يقف بريئًا أمام الله. ارتعش مصير البشرية في الميزان. يمكن للمسيح الآن أن يرفض شرب الكأس المخصص للإنسان المذنب. لم يفت الأوان بعد. يمكنه أن يمسح العرق الدموي عن جبينه ويترك الإنسان يهلك في خطيّته.
فصرخ يسوع حينها قائلاً:«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». (متى 39:26). لقد صلّى تلك الصلاة ثلاث مرات خلال الليل.
لكنه كان يرى عجز الإنسان المطلق. رأى ألم العالم المنكوب أمامه وحينها أخذ قراره. سيخلص الإنسان بأي ثمن يتكبده. ويقبل معمودية الدم. من خلال تضحيته، سيحصل الملايين على الحياة الأبدية. لقد ترك السماء، حيث يوجد كل الطهارة والسعادة والمجد، ليخلّص الخروف الضائع، العالم الوحيد الذي سقط بسبب الخطيّة. يا له من حب أزلي!
في خدمة الرب,
BibleAsk Team