يختلف تسلسل ولادة يسوع في متى ولوقا بعدة نقاط. للوهلة الأولى، يبدو أن هذه الاختلافات تمثل تناقضات كبيرة. ولكن لحسن الحظ، هناك ما يكفي من المعلومات عن العادات وطرق التفكير اليهودية القديمة لتقديم تفسير معقول ومتكامل.
الاختلافات الرئيسية في التسلسل هي كالتالي:
1- يذكر لوقا 41 شخصاً متسلسلين من داود للوصول لولادة يسوع.
2- باستثناء شَأَلْتِئِيلَ وَزَرُبَّابِلُ ويُوسُفَ زوج مريم، فإن القائمتين مختلفتان تمامًا بالنسبة لأحفاد داود.
3- يتفق الاثنان لفترة وجيزة مع شَأَلْتِئِيلَ وَزَرُبَّابِلُ ، لكن متى يعرّف شَأَلْتِئِيلَ على أنه ابن يَكُنْيَا؛ بينما لوقا يذكر أنه ابن نِيرِي.
4- يعرّف متى بأن يوسف هو ابن يعقوب.لكن لوقا يقول انه ابن هَالِي.
التفسير:
1- يذكر متى 26 جيلاً، متوسط كل منها 37 سنة، من موت داود إلى ولادة المسيح؛ بينما لوقا يذكر 41 جيلًا، بمتوسط 24 سنة لكل جيل. وفقًا للتسلسل الزمني، توفي داود عام 971 قبل الميلاد. والمسيح ولد في عام 5 قبل الميلاد، في فترة 966 سنة تقريباً.
بأخذ عين الإعتبار أن متى قطع أربعة روابط أنساب على الأقل خلال فترة ال966 سنة حيث يمكن إجراء المقارنة مع العهد القديم (متى 1: 8، 11، 17) ، فمن الممكن أنه قد يكون قد أزيل 11 على الأقل من الوقت الغير معروف بين العهدين.
2- باستثناء شَأَلْتِئِيلَ وَزَرُبَّابِلُ ويُوسُفَ زوج مريم، فإن قوائم الأنساب التي قدمها متى ولوقا تتبع بوضوح أسلاف يسوع إلى داود من خلال سلالتين مختلفتين تمامًا من النسب. من داود إلى السبي، يتبع متى تسلسل العائلات المالكة، ونفترض أن الأمر نفسه ينطبق على أولئك المدرجين فن السبي ولاحقاً.(متى 17:1)
يتّبع لوقا تسلسل العائلات المالكة ولكن الغير حاكمة للوصول إلى ناثان، ابن آخر لداود من بثشبع (أخبار الأيام الأول 3: 5 ؛ لوقا 31:3). يشرح التزاوج داخل العائلة المالكة حقيقة أن أسلاف المسيح يمكن تتبعهم وصولاً إلى داود من خلال خطان واضحان لتسلسل عائلي.
3- يذكر لوقا أن زَرُبَّابِلَ، بْنِ شَأَلْتِيئِيلَ، بْنِ نِيرِي. ومتّى يذكر أيضًا أن زَرُبَّابِلَ ابن شَأَلْتِيئِيلَ، لكنه يذكر ان شَأَلْتِيئِيلَ هو ابن يَكُنْيَا (متى 12:1). يقترح البعض أن شَأَلْتِيئِيلَ كان ابن نيري، ولكنه “ابن” يكنيا بالتبني؛(1 اخبار 16:3).
أما بالنسبة لسلالة زَرُبَّابِلَ، فقد ذكر كل من لوقا ومتى بأنه ابن شَأَلْتِيئِيلَ، وبالتالي يتفقان مع (عزرا 3:2 و2:5 ونحميا 1:12؛ وحجي 1:1) على الرغم من أن 1 أخبار الأيام 19:3 يذكرأن زَرُبَّابِلَ هو ابن فَدَايَا (1 أخبار 19:3؛ عزرا 2:2). ومع أن 1أخبار الأيام 19:3 يذكرأن شَأَلْتِيئِيلَ هو والد زَرُبَّابِلَ، ومن الواضح أن لوقا يتبع التلسل نفسه ويقدم معلومات ذات صلة بنفس قائمة الأنساب (لوقا 36:3).
4- يذكر متى أن يوسف هو ابن يعقوب. ولوقا يذكر انه ابن هالي. من الواضح أن يوسف زوج مريم لا يمكن أن يكون ابن هالي في لوقا، وابن يعقوب في متى. تم اقتراح توضيحان معقولان يتوافقان تمامًا مع العادات اليهودية. يقترح أحدهما أن كلا القائمتان تعطيان أسلاف يوسف، واحدة من أصل الدم والأخرى عن طريق التبني أو عن طريق زواج الأخ من امرأة اخيه. يقترح الآخر أن متى يعطي نسب يوسف، ويعطي لوقا سلالة مريم من خلال والدها.
أولئك الذين يعتبرون كلتا القائمتين تمثلان سلالة يوسف، يشرحون أن إحداهما تعطي سلالته الحقيقية، والأخرى، تدرُّجه عن طريق التبني إلى خط عائلي مرتبط. إذا كان يوسف هو “ابن يعقوب” مباشرة، كما يذكر في متى، فلا بد أنه أصبح “ابن هالي” بالتبني. وفقًا للتفسير الثاني، كانت مريم هي الابنة الوحيدة لهالي، وبزواجها، أصبح يوسف الابن الشرعي لهالي ووريثها وفقًا لقانون موسى لزواج الأخ من إمرأة أخيه المتوفي.(تثنية 5:25-9؛ متى 24:22).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team