BibleAsk Arabic

لماذا يتوجّب علينا حفظ الوصايا ونحن بالنعمة مخلّصون؟

بالنعمة مخلّصون

الخلاص ليس بمجهود بشري أو في حفظ الوصايا. إنه هدية مجانية بدون مال أو ثمن (إشعياء 1:55؛ يوحنا 14:4؛ كورنثوس الثانية 15:9). يعلّم الكتاب المقدس:” لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ.”(أفسس 8:2-9). الإيمان هو قبول موت المسيح نيابة عنا كدفعة عن عقاب خطايانا (يوحنا 12:1).

الإيمان بالمسيح يعني االعلاقة الشخصية معه. أن نحبه ونقدِّر محبته اللامتناهية (يوحنا 16:3). أساس الإيمان هو التقدير العظيم ليسوع ولكل ما هو عليه، مع الرغبة الصادقة في معرفته بشكل أفضل لنصبح مثله. إنه ثقة كاملة بالمسيح وعلينا وضع ثقتنا الكاملة في كلامه وحفظ وصاياه. بدون هذا الإيمان لا يمكن أن يكون التبرير.

لماذا نحفظ الوصايا؟

الأعمال ليست سبباً بل نتيجة للخلاص (رومية 31:3). لا يقوم المسيحيون بأعمال ليخلصوا بل لأنهم مخلّصون. يعلّم الكتاب المقدس:” فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ.” (رومية 14:6). المسيحيون ليسوا تحت الناموس كوسيلة للخلاص، بل تحت النعمة. لا يمكن للناموس أن يخلِّص الخاطئ، ولا يمكن للناموس أن يضع حد لتلك العبودية. الوصايا تدلّنا وتًعرِّفنا على الخطيّة (رومية 20:3). لا يمكن للناموس أن يغفر الخطيّة، ولا يمنح القوة للتغلب عليها.

الخبر السار في الإنجيل هو أن الله لا يغفر للخاطئ فحسب، بل يعيده أيضًا إلى الصورة الأصلية التي خلقه فيها (تكوين 26:1-27). لذلك, لا يمكن فصل التبرير عن اختبار الاهتداء والولادة الجديدة والتقديس (تسالونيكي الثانية 13:2).

بالنعمة، يغفر الرب ماضي المؤمن الخاطئ ويعطيه القوة الإلهية ليصبح في المسيح. عندما يكون الإنسان “تحت الناموس”، فعلى الرغم من بذل قصارى جهده، تستمر الخطيّة في السيطرة عليه، لأن الناموس لا يحرره من قوة الخطيّة. لكن في ظل النعمة، النضال ضد الخطيّة لم يعد مستحيلاً، بل انتصاراً أكيداً (فيلبي 13:4). أولئك الذين هم في النعمة لا ينالون الخلاص من الدينونة فقط (رومية 1:8) بل القوة والقدرة للسير بالطريق الصحيح أيضًا (رومية 4:6).

يعتقد الكثيرون أنهم محررون من الناموس (الوصايا العشر) لأنهم يعيشون في النعمة. لكن الحقيقة هي أن الأشخاص الذين يعيشون في النعمة يجب أن يطيعوا وصايا الله. تقول رسالة رومية 15:6 ” فَمَاذَا إِذًا؟ أَنُخْطِئُ لأَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ؟ حَاشَا!” إن عبارة”حَاشَا” هي بيان واضح يخبرنا فيه الله مباشرة أنه يمنعنا من كسر وصاياه بحجة النعمة.

افترض أنك كنت مسرع في سيارتك وأوقفك الشرطي لإعطائك مخالفة، لكنك توسلت اليه لكي يعفيك ويرحمك. فقام الشرطي بإعفائك من المخالفة. أنت الآن أصبحت تحت نعمته. هل تقوم حينها بالسير بسرعة أكثر أو في حدود السرعة المحددة؟ كونك تحت النعمة يعني أنه يجب عليك الانتباه بشكل خاص لتكون مطيعًا. وبالمثل، فإن المؤمن الذي حصل على الغفران، والذي نال النعمة من الرب، عليه ان يكون حريصاً أكثر بحفظ الوصايا.

لا يستطيع المؤمن أن يأتي بالأعمال الصالحة من تلقاء نفسه. من الضروري له أن يولد ولادة روحية جديدة في المسيح قبل أن يتمكن من القيام بالأعمال الصالحة التي عيّنها الله له. بتغيير الإرادة والعواطف والهدف, يصبح ممكنًا له الإمتياز في الشهادة بواسطة أعماله الصالحة (كورنثوس الأولى 57:15).

في خدمة الرب,
BibleAsk Team

More Answers: