بعد أن حرر الله بني إسرائيل من العبودية في مصر ، قادهم بيد شديدة لامتلاك أرض كنعان كميراث (خروج 8:3و17). عندما وصلوا إلى حدود كنعان، اختار موسى اثني عشر رجلاً وأرسلهم للتجسس على الأرض. كان كالب الذي من سبط يهوذا, واحد من الاثني عشر.
استطلع هؤلاء الرجال الأرض وعادوا بالتقرير التالي،” «قَدْ ذَهَبْنَا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرْسَلْتَنَا إِلَيْهَا، وَحَقًّا إِنَّهَا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً، وَهذَا ثَمَرُهَا. غَيْرَ أَنَّ الشَّعْبَ السَّاكِنَ فِي الأَرْضِ مُعْتَزٌّ، وَالْمُدُنُ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا. وَأَيْضًا قَدْ رَأَيْنَا بَنِي عَنَاقَ هُنَاكَ.”(عدد 27:13و28). على الفور شجع كالب ويشوع الشعب أمام موسى قائلين:«إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا».(عدد 30:13). لكن بدلاً من أن يتشجع الشعب، استمعوا إلى التقرير السلبي للجواسيس العشرة الآخرين وخافوا من السكان ورفعوا أصواتهم وصرخوا في تلك الليلة متناسين كيف أنقذهم الرب من مصر. حتى أنهم اشتكوا ضد موسى وهارون قائلين: «لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ، أَوْ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هذَا الْقَفْرِ! وَلِمَاذَا أَتَى بِنَا الرَّبُّ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ لِنَسْقُطَ بِالسَّيْفِ؟ تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأَطْفَالُنَا غَنِيمَةً. أَلَيْسَ خَيْرًا لَنَا أَنْ نَرْجعَ إِلَى مِصْرَ؟» فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «نُقِيمُ رَئِيسًا وَنَرْجعُ إِلَى مِصْرَ».(عدد 2:14-4).
مزق يشوع وكالب ثيابهما ” وَكَلَّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: «الأَرْضُ الَّتِي مَرَرْنَا فِيهَا لِنَتَجَسَّسَهَا جَيِّدَةٌ جِدًّا جِدًّا. إِنْ سُرَّ بِنَا الرَّبُّ يُدْخِلْنَا إِلَى هذِهِ الأَرْضِ وَيُعْطِينَا إِيَّاهَا، أَرْضًا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً. إِنَّمَا لاَ تَتَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ، وَلاَ تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ الأَرْضِ لأَنَّهُمْ خُبْزُنَا. قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ، وَالرَّبُّ مَعَنَا. لاَ تَخَافُوهُمْ».”(عدد 7:14-9). لكن الجماعة رفضوا الإيمان بالله وأرادوا رجم كالب ويشوع.
لكن الله قال لموسى:” وَأَمَّا عَبْدِي كَالِبُ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَتْ مَعَهُ رُوحٌ أُخْرَى، وَقَدِ اتَّبَعَنِي تَمَامًا، أُدْخِلُهُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي ذَهَبَ إِلَيْهَا، وَزَرْعُهُ يَرِثُهَا.(عدد 24:14). ثم تكلّم الرب حكما على الذين لا يثقون به قائلاً:” إِنَّ جَمِيعَ الرِّجَالِ الَّذِينَ رَأَوْا مَجْدِي وَآيَاتِي الَّتِي عَمِلْتُهَا فِي مِصْرَ وَفِي الْبَرِّيَّةِ، وَجَرَّبُونِي الآنَ عَشَرَ مَرَّاتٍ، وَلَمْ يَسْمَعُوا لِقَوْلِي، لَنْ يَرَوْا الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتُ لآبَائِهِمْ. وَجَمِيعُ الَّذِينَ أَهَانُونِي لاَ يَرَوْنَهَا.”(الآية 22و23). وأضاف الرب،” فِي هذَا الْقَفْرِ تَسْقُطُ جُثَثُكُمْ، جَمِيعُ الْمَعْدُودِينَ مِنْكُمْ حَسَبَ عَدَدِكُمْ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا الَّذِينَ تَذَمَّرُوا عَلَيَّ. لَنْ تَدْخُلُوا الأَرْضَ الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي لأُسْكِنَنَّكُمْ فِيهَا، مَا عَدَا كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ وَيَشُوعَ بْنَ نُونٍ.”(الآية 29و30).
تحققت كلمة الرب. بعد أربعين سنة، من كل الجماعة التي غادرت مصر والذين كانوا على الأقل في العشرين من عمرهم عند الخروج، سُمح فقط ليشوع وكالب بالدخول ليرثوا أرض الميعاد. كل الباقين هلكوا في البرية. اولادهم فقط دخلوا الارض.
كان كالب يبلغ من العمر 85 عامًا عندما دخل الأرض وكان قويًا في الرب كما كان عندما غادر مصر (يشوع 13:15و14). وبحسب وعد الله، أخذ أرض حبرون ميراثًا له. وَطَرَدَ مِنْ هُنَاكَ بَنِي عَنَاقَ الثَّلاَثَةَ: شِيشَايَ وَأَخِيمَانَ وَتَلْمَايَ، أَوْلاَدَ عَنَاقَ. وبعدها حارب سُكَّانِ دَبِيرَ (يشوع 13:15-15). آمن كالب بالرب وكوفِئت ثقته، هكذا وجد نعمة في عيني الله. قصته هي شهادة على ما يفعله الرب لأولاده المؤمنين به.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team
