قبل أن تأتي الخطيّة إلى العالم، حذّر الله آدم من أن الخطيّة تجلب الموت (تكوين ٢: ١٧). يطلب الله من الإنسان أن يختار بين الحياة والموت. كان عليه إما أن يقبل إرادة الله ويخضع لها، مع ضمان الحياة،أو أن يختار الإنقصال عن الله. مع العلم ان الانفصال عن مصدر الحياة سيجلب الموت فقط. نفس المبدأ لا يزال صحيحا اليوم. الدينونة والموت هي النتائج المؤكدة لحرية الإختيار في الخضوع للخطيّة. دينونة الله الأخيرة ستستند على مسؤوليتنا الشخصية (رومية 2: 6).
ينتقل فيروس الخطيّة المعدي من آدم إلى أولاده.
اختار آدم الخطيّة، وبالتالي انتقل من الحالة المشروطة للخلود إلى حالة الوفاة غير المشروطة. قبل سقوطه، كان آدم على يقين من خلوده، المعطى له من خلال شجرة الحياة. ولكن بعد التعدي، أصبحت وفاته مؤكدة. والحقيقة هي أن آدم لم يستطع نقل الحياة إلى أجياله المقبلة – حياة لم يعد يمتلكها. بهذا المعنى ” فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ”(1 كورنثوس 15: 22). كما ينتقل الفيروس من الأم إلى طفلها، هكذا أيضاً، نقل آدم فيروس الخطيّة إلى أولاده.
دفع الله الثمن
لكن، في رحمته اللامتناهية، عرض الله خطة الخلاص حيث يتحمل ابنه البريء عقاب خطيّة الإنسان ويموت عِوضاً عنه.”لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.”(يوحنا 3: 16 أيضًا تكوين 3: 15). التعبير الأسمى للمحبة الإلهية هو أن يضحّي الآب بإبنه، الذي بواسطته” نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ” (1 يوحنا 3: 1). ” لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ”(يوحنا 15: 13).
لو لم يكن لخطة الخلاص ، لكانت نتيجة خطيّة آدم الموت الأبدي لكل البشر. ولكن من خلال هبة يسوع المسيح، كل أفراد عائلة آدم، سواء أكانوا أبرار أم خطاة، سوف يخرجون من قبورهم لينالوا عواقب خياراتهم الشخصية(أعمال الرسل 24: 15؛ 1 كورينثوس ١٥: ٢٢).
الدينونة الأخيرة
بالنسبة لأولئك الذين ” فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ”، والذين بالإيمان نالوا بر المسيح سيُقامون في” قِيَامَةِ الْحَيَاةِ ” (يوحنا 5: 29).” هؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ، “(رؤيا 20: 6). سيرثون عدن التي ضاعت بسبب خطيّة آدم. وسيعيشون في الجنة إلى الأبد.
لكن أولئك الذين ” عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ “،والذين لم يقبلوا بر المسيح، والذين لم ينالوا المغفرة من خلال التوبة والإيمان، سيخرجون إلى ” قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ” (يوحنا 5: 29). سينال هؤلاء “أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ” (رومية 6: 23)، “الموت الثاني” (متى ١٠: ٢٨؛ يعقوب ٥: ٢٠؛ رؤيا ٢: ١١؛ ٢٠: ٦، ١٤؛ ٢١: ٨). في ذلك الوقت، سوف يدركون أنهم حصدوا ما زرعوه. ولن يلوموا آدم على مصيرهم.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team