طلب يسوع من الأبرص ألا يخبر الجمهور عن شفائه. كان هناك فترات وأسباب مختلفة منع يسوع الناس من إعلان المعجزات التي صنعها معهم(متى 30:9؛ 16:12؛ مرقس 43:5؛ 36:7؛ 26:8). أما بالنسبة لقصة الأبرص، فقد نهاه يسوع من إعلان ما حدث معه للأسباب التالية:
أ- طلب يسوع من الأبرص أن يذهب ” فَانْتَهَرَهُ وَأَرْسَلَهُ لِلْوَقْتِ،” (مرقس 43:1) ليقدم نفسه للكهنة. وفقًا لشريعة موسى، كان الكهنة المتخصصين بتشخيص مرض البرص يأمرون المصاب بالإنعزال عن العالم. كانوا أيضًا مسؤولين عن تشخيص والتأكد من شفاء مريض البرص. كان على الأبرص أن يذهب بسرعة إلى الكهنة لإبراءه وتثبيت شفاءه قبل وصول الخبر أن يسوع هو الذي شفاه لأن الكهنة كانوا ضد يسوع. لأنهم إذا اكتشفوا أن يسوع هو الذي شفاه ، فربما سيرفضون إعطاءه شهادة التبريء من المرض. لهذا السبب، أراد يسوع أن يحمي الأبرص من أي حكم خاطئ أو متحيز.
ب- يعتبر البرص نجسًا ويُطلب من المريض الإعلان عن إصابته به حتى يتسنى للآخرين الابتعاد عنه وتجنبه. لو سمع البُرص الآخرون بهذه الحادثة، لكانوا قد توافدوا للمجيء إلى يسوع، ربما حتى بغض النظر عن رسالته الروحية، ولكانوا أصبحوا عثرة في طريق الناس المتوافدة لسماعه (مرقس 34:5؛ يوحنا 49:4و50) . لم يتطلب الأمر سوى أبرص واحد ليعلن أنه نجس حتى يتشتت الحشد بأكمله. أراد يسوع أن يؤكد من أن معجزاته لا تقتصر على شفاء البرص فقط. أراد أن يتواصل ويشفي أكبر عدد ممكن من الناس (متى 28:11).
ج- تجنب يسوع سمعة كونه فقط صانع المعجزات وأراد أن يأتي الناس إليه لسماع كلمة الله. كان هدف يسوع الأول هو الكرازة بالحق وتحرير أسرى الخطيّة. كان هدفه الثاني هو شفاء أجسادهم من كل ضعف ومرض، بما يتوافق مع تعاليمه التي تقول:” لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.”(متى 33:6).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team