أُعطي في حزقيال 28 رثاءً على ملك صور لكن بالتأكيد لم تقتصر عليه. الوصف يتجاوز الملك المحلي ولا يجاوب على المشاكل التي حصلت لو نظرنا اليها على الصعيد المحلي آنذاك. تبدو العبارات التالية صعبة التطبيق وبشكل خاص على أي “ملك لمدينة صور”.
1. “كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ اللهِ.” (آية ١٣).
2. “أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ، وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ.”(آية 14).
3. “أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ.” (آية ١٥).
4. “بِكَثْرَةِ تِجَارَتِكَ مَلأُوا جَوْفَكَ ظُلْمًا فَأَخْطَأْتَ. فَأَطْرَحُكَ مِنْ جَبَلِ اللهِ وَأُبِيدُكَ أَيُّهَا الْكَرُوبُ الْمُظَلِّلُ مِنْ بَيْنِ حِجَارَةِ النَّارِ.”(آية 16).
هذه المراجع تشير فقط إلى الشيطان الذي كان في عدن كالكروب المنبسط على جبل الله المقدس بين حجارة النار، والذي خُلق كاملاً حتى وجد الإثم فيه.
عندما رأى حزقيال شخصية وأفعال ملك صور في الرؤيا، كشف له الوحي عن الغيب وتمكن النبي من رؤية الملاك القوي الذي كان يتحكم في ملك صور. كان ملك صور قد اتّبع بامتياز مثال زعيمه الحقيقي، الشيطان.
وبطريقة مماثلة، سُمح لإشعياء برؤية الشيطان باعتباره القوة التي تتجاوز ملك بابل.” أَنَّكَ تَنْطِقُ بِهذَا الْهَجْوِ عَلَى مَلِكِ بَابِلَ وَتَقُولُ: «كَيْفَ بَادَ الظَّالِمُ، بَادَتِ الْمُغَطْرِسَةُ؟… كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟.وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ.”(إشعياء 4:14-14).
يزودنا هذا المقطع بتاريخ وأصل وأول مركز وسقوط الملاك الذي أصبح يُعرف فيما بعد باسم الشيطان والشرير. مراجع العهد الجديد لهذا الكائن تنسجم تمامًا مع هذه النبوّات القديمة (لوقا 5:4-6؛ 18:10؛ يوحنا 44:8؛ يوحنا الأولى 8:3؛ بطرس الثانية 4:2؛ يهوذا 6؛ رؤيا 7:12-9؛ إلخ).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team
