لقد أعطانا الرب الكتاب المقدس ليعرفنا عن محبته الّلا محدودة وعن فدائه وتضحيته من أجل البشر. “كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ” (2 تيموثاوس 3: 16) الرب ألهم الأنبياء والقديسين في كتابة حقيقته المقدسة والنتيجة كانت كمال وقدسية كلمة الرب “لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ”(2 بطرس 1: 21).
في بداية الكتاب يعرّفنا الرب كيف خلق الإنسان وأعطاه القدرة على اختيار الخير أو الشر. يعلمنا أيضاً ان كيفية وراثة الملكوت السماوي تعتمد على طاعتنا لقوانينه عن المحبة. إن عصينا نكون بذلك قد اخترنا طريق الشيطان التي نهايته الموت الأبدي “لأنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ، وَالَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ الرَّبَّ هُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ” (مزمور 37: 9).
للأسف, البشرية انتفضت ضد الرب. فصلوا انفسهم عن الرب الذي أعطاهم الحياة, لذلك خسروا الحياة الأبدية.” لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا” (رومية 6: 23). ولكن محبة الرب اللا محدودة للبشر جعلته يرسل ابنه الوحيد لفدائهم. ابن الله البريء, خالق الكل, مات ليحررنا ويخلصنا من الموت الأبدي. “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يوحنا 3: 16)
الكتاب المقدس يقدم لنا الأخبار السارة عن الخلاص التي صارت متوفرة لكل من يقبل موت المسيح عوضا عن نفسه. والذين يقبلون موت المسيح عليهم ان يعيشوا حياة الطاعة لله. ولكن الذين يرفضون موت المسيح عنهم فعليهم الموت عن أنفسهم.
حقيقة الكتاب المقدس الرائعة هي انه بعد ان يعطينا الرب الغفران عن خطايانا يعطينا بعدها القوة لنعيش مطيعين لوصاياه لتصبح لدينا الطبيعة الإلهية. ” وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (1 كورنثوس 15: 57) وهكذا يخلّص الرب اولاده من قيود الشيطان.” خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي” (يوحنا 10: 27 , 28).
جوهر الكتاب المقدس هو المحبة والخلاص “اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرَ” (اشعياء 45: 22) الكتاب المقدس هو خريطة طريق الله للسماء “… اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ” (يوحنا 6: 63).
يا أحبائي أدعوكم اليوم لتتعرفوا على محبة أباكم السماوي بواسطة قراءتكم كتابه المقدس.
