قصة قيام الملك داود بتعداد عسكري لأمته موجود في 2 صموئيل 24.” فَقَالَ الْمَلِكُ لِيُوآبَ رَئِيسِ الْجَيْشِ الَّذِي عِنْدَهُ: «طُفْ فِي جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ وَعُدُّوا الشَّعْبَ، فَأَعْلَمَ عَدَدَ الشَّعْبِ».”(الآية 2). أُدين داود لأنه إزداد إفتخارا وثقة بالنفس بسبب نجاحه وانتصاراته التي حققها مؤخراً. كان عازمًا على الوصول إلى العظمة الدُنيوية وكان يأمل أن يكون مثل الدول المجاورة. دفعته هذه الأسباب إلى إجراء تعداد عسكري لشعبه.
في الواقع كان الشيطان هو الذي دفع الفخر والطموح لملك إسرائيل مما ادى به إلى اتخاذ إجراءات لزيادة حجم جيشه لغرض توسيع حدود إسرائيل بواسطة فتوحات عسكرية جديدة. نسي داود كيف خلّصه الله من جميع أعدائه (صموئيل الثاني 22).
الله يؤنِّب داود على خطيئته
بينما كان الإحصاء جاري، بدأ داود يفكِّر في نفسه عن عواقب ما فعله وعرِف أنه يرتكب خطأ. كان روح الله هو الذي أنّبه وأظهر له خطأ قراره. لأن قوّته لم تكن في الأعداد بل بقوة الله الخلاصية. يد الله هي سبب نجاح الأمة وليست أيادي البشر.
داود يطلب الغفران
أدين داود بخطيئته في إجراء التعداد واعترف بخطئه أمام الله وطلب الغفران قائلاً: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ جِدًّا فِي مَا فَعَلْتُ، وَالآنَ يَا رَبُّ أَزِلْ إِثْمَ عَبْدِكَ لأَنِّي انْحَمَقْتُ جِدًّا».(الآية 10). بعد التعداد،”كَانَ إِسْرَائِيلُ ثَمَانَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُل ذِي بَأْسٍ مُسْتَلِّ السَّيْفِ، وَرِجَالُ يَهُوذَا خَمْسَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُل.الآية”(الآية 9).
حُكم الله على تعداد داود
” …كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى جَادٍ النَّبِيِّ رَائِي دَاوُدَ قَائِلاً: «اِذْهَبْ وَقُلْ لِدَاوُدَ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: ثَلاَثَةً أَنَا عَارِضٌ عَلَيْكَ، فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ وَاحِدًا مِنْهَا فَأَفْعَلَهُ بِكَ». فَأَتَى جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَأَخبَرهُ وَقَالَ لَهُ: «أَتَأْتِي عَلَيْكَ سَبْعُ سِنِي جُوعٍ فِي أَرْضِكَ، أَمْ تَهْرُبُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ أَمَامَ أَعْدَائِكَ وَهُمْ يَتْبَعُونَكَ، أَمْ يَكُونُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَبَأٌ فِي أَرْضِكَ؟ فَالآنَ اعْرِفْ وَانْظُرْ مَاذَا أَرُدُّ جَوَابًا عَلَى مُرْسِلِي».”. فاجاب داوُد “فَلْنَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ وَلاَ أَسْقُطْ فِي يَدِ إِنْسَانٍ. فَجَعَلَ الرَّبُّ وَبَأً فِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الْمِيعَادِ، فَمَاتَ مِنَ الشَّعْبِ مِنْ دَانٍ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ سَبْعُونَ أَلْفَ رَجُل.” (الآيات 11-15).
سبب دينونة الله
لو لم يعاقب الله خطيئة داود على الفور، لكانت الأمة كلها سقطت فريسة الكبرياء وعدم الإيمان. من خلال إجراء داود للتعداد السكاني، كان الناس على غرار ملكهم المحبوب، قد وضعوا ثقتهم في أنفسهم واعتمدوا على قوتهم الخاصة بدلاً من الله. وهذه الخطيئة نفسها كانت ستؤدي في النهاية إلى هزيمتهم أمام الدول المجاورة المعادية. لذلك، تدخّل الله لتصحيح ثِقة الأمة.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team