سمح الله لداود أن يعيش بعد أن جلب العار على أرض إسرائيل لأن ذلك العار لم يمحُ نجاحه الكبير كملك لم يسبق له مثيل. مكتوب عنه أنه كان ” يُجْرِي قَضَاءً وَعَدْلاً لِكُلِّ شَعْبِهِ.”(2 صموئيل 15:8). وذكر الكتاب المقدس أنه ” قَدِ انْتَخَبَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِهِ” (صموئيل الأول 14:13). ولكن عندما انفصل داود عن الله، وقع في الخطيّة.
ثم أرسل الله نبيه ناثان لينقل رسالته الإلهية عن التوبيخ والدينونة:” وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ… هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ …لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ”(2 صموئيل 12).
شعر الملك بالندم والحزن العميق على خطيّته. وبكل تواضع اعترف بخطيّته وتاب عنها(مزمور 1:32-4) وصلاته لم تكن من أجل الغفران فقط، بل من أجل طهارة وتنظيف القلب (مزمور 1:51-14). توبة داود كانت بكل صدق وإخلاص (مزمور 16:51و17) وقد غفر الله له، وأصبح داود أكثر انسجامًا مع الله ومتعاطفًا مع رفاقه أكثر من قبل (مزمور 5:32-7).
ومع ذلك، كان لا بد من تحقيق العدالة. حُكم بالموت على طفله. تاريخ داود لا يعطي أي عذر للخطيّة.” الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.”(2 صموئيل 27:11). وعلى الرغم من أنه تاب عن خطيّته وغفر الرب له وقبله، كان عليه أن يحصد الحصاد الرهيب من البذرة التي زرعها هو نفسه. وتشهد الدينونة عليه وعلى بيته على كراهية الله للخطيّة.
قصة سقوط داود وتوبته لها أهمية كبيرة للخاطئ التائب. الكثير من أولاد الله، الذين وقعوا في الخطيّة وكانوا مستعدين للاستسلام لليأس، تذكروا كيف قبل الله توبة داود الصادقة واعترافه. ومع ذلك كان لا بد من أن يحصد ما قد زرعه. نال المؤمنون الشجاعة للتوبة ومحاولة حفظ وصايا الله مرة أخرى. وهكذا، من خلال قصة داود، يقدم الله الأمل والخلاص والتطهير لكل الذين يطلبون التوبة بأمانة (إشعياء 5:27؛ إشعياء 7:55).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team