ميزات القديسين
بالنسبة الى تبرير المؤمن بالإيمان يعلن يوحنا الرائي أن القديسين هم “الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ ” (رؤيا ١٤: ١٢). وهكذا تُكرّم كنيسة البقية الباقية وصايا الله (خروج 20: 3-17) ، وتحفظها، ليس بقانونيتها بل بروحها التي تعيش في قلوب المسيحيين المخلصين” مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.” (غلاطية 2: 20)
وصايا الله هي نسخة عن شخصيته. لقد حددت المعيار الإلهي للبر الذي كان من المفروض ان يتحقق ولكن بسبب خطيّتهم لم يستطيعوا. لأن ” اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ ِللهِ، إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعًا لِنَامُوسِ اللهِ، لأَنَّهُ أَيْضًا لاَ يَسْتَطِيعُ.” (رومية 8: 7). لهذا السبب ، يظل الناس دائمًا بعيدين عن المجد الإلهي على الرغم من بذلهم قصارى جهدهم لحفظ الوصايا “إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ،” (رومية 3: 23)
عملية الإيمان
لكن لِله الحمد، جاء يسوع لتمكين الناس على حفظ وصاياه التي تعكس صورته ” أَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ،” (رومية 8: 3،4). لقد جاء ليكشف لهم شخصية الآب المحبة، وبهذه الطريقة وسّع مفهوم الوصايا في مبدأين: “تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ….. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ.” ( متى 22: 37- 39)
الإيمان هو اليد الذي يمدّها الخاطىء لينال “الهدية المجانية” من محبة الله “وَلكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ، وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ!” (رومية 5: 15). والرب ينتظر دائمًا ويرغب في تقديم هذه الهدية لأبنائه ، ليس كمكافأة على أي شيء قاموا به بل ” لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ.” (أفسس 2: 8-9) ، ولكن ببساطة وبسبب حبه الأزلي. هدية الخلاص تعرض على الجميع، ويتم الحصول عليها “بواسطة الإيمان”. كتب يوحنا ، ” إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.” (يوحنا 5: 24)
الإيمان يؤدي إلى التجدد
وهكذا ، فإن الإيمان ليس مجرد قبول عقلي لبعض الحقائق. إنه الإستيلاء الفعلي لوعود الله بالإنتصار على الخطيّة في حياة المؤمن. لأن الإيمان الذي لا يؤدي إلى تغيير في الشخصية هو ميّت (يعقوب 2: 14-26). لذلك ، تصبح الأعمال الصالحة ثمرة طبيعية لحياة المتجدد.
لا يتم الحصول على البر كمكافأة لإيماننا بالمسيح ، ولكن الإيمان هو طريقة التملّك على البر. عندما يُخضِع المؤمن بالمسيح, نفسه إلى الله في تواضع وامتنان وبدون تردد ، حينها ينال التبرير “إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ،” (رومية 3: 23- 24)
المحافظة على الإيمان
وبينما يلتزم المؤمن يوميًا بعلاقته بالمسيح من خلال الصلاة ودراسة الكلمة ، يزداد إيمانه ، ويمكّنه من الحصول على المزيد من بر التقديس المنصف. قال يسوع ، “اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.”(يوحنا 15: 4). وكثيرين من الذين ساروا يوماً مع المسيح وبعجها انقطعوا عنه, ضاعوا (عبرانيين 6: 4–6). لذلك ، يكون الخلاص مشروطاً بالتمسُّك بالرب حتى النهاية.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team