سؤال: كيف كانت مظاهر الروح القدس في العهد القديم مقارنةً بتلك الموجودة في العهد الجديد؟
الإجابة: في العهد القديم، أظهر الروح القدوس نفسه مرات عديدة وبطرق مختلفة (عدد 24: 2؛ قضاة 34:6 ؛ 1 صموئيل 13:16 ؛ 2 صموئيل 23: 2؛ 2 أخبار الأيام 24: 20؛ مزمور 51: 11؛ أشعياء16:48؛ حزقيال 11: 5؛ يوئيل 28:2، 29؛ إلخ). لكن لا يمكن لأي مظهر من مظاهر الروح القدس في العهد القديم أن يعادل ذلك الذي كُشف للرسل في يوم العنصرة (أعمال الرسل ٢: ١-١٣).
في ذلك اليوم، تجلى الروح القدس:
- بأكثر الطرق تمييزًا: ” وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ.”(أعمال الرسل ٢: ٢, ٣).
- في ملء التدفق: “وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.” (كتاب أعمال الرسل ٢: ٤). تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد في الكتاب المقدس ذكر أن أيًا من أولئك الذين امتلأوا بالروح في ذلك اليوم الاستثنائي فقدوا ذلك الإمتلاء.
(ت) في النتيجة التي تلت ذلك: “…كَانَتْ عَجَائِبُ وَآيَاتٌ كَثِيرَةٌ تُجْرَى عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ.”(أعمال 43:2). لذلك، فيوم الخمسين أو عيد العنصرة يرمز له غالباً بعيد ميلاد الكنيسة المسيحية.
الحوادث الكبرى في حياة يسوع على الأرض، ولادته ومعموديته واستلامه الروح القدس وصلبه وقيامته وصعوده، جميعها كانت مراحل أساسية لخطة الخلاص. ومع ذلك، فإن تدفق الروح في يوم الخمسين أظهر قبول الله لتضحيات السيد المسيح العظيمة، وتتويجه مع الآب. لأنه ” … بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،” (عبرانيين 1: 3).
الفرق الرئيسي في مظاهر الروح بين العهد القديم والعهد الجديد
الفرق يكمن في امتلاء التلاميذ بالروح وحيازه الكامل عليهم. لأنه منذ ذلك الوقت أصبحت الكنيسة الأداة الفعالة للروح. يخبرنا الكتاب المقدس أنه “لَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ”(أعمال الرسل 4: 31).
وهكذا، بتدفق الروح القدس، تم تمكين الكنيسة لتحقيق ما لم يحدث من قبل للمسيح، وهو تبشير الأخبار السارة عن الخلاص لجميع الأمم. فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً:«دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ».(متى ٢٨: ١٨ـ ٢٠ ومرقس ١٦ :١٥؛ لوقا ١٤: ٢٣، أعمال ١: ٧ـ ٨).
مواهب الروح
علاوة على ذلك، وليكون الرب قادرًا على مواصلة هذا العمل العظيم، قدم للمؤمنين مواهب مختلفة من الروح.” فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ، وَلآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ، وَلآخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ، وَلآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ، وَلآخَرَ نُبُوَّةٌ، وَلآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ، وَلآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ، وَلآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ. وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ، قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ.”(1 كورنثوس 12: 8-11).
وهكذا، ثبّتت هذه المظاهر الخارقة إيمان المؤمنين الأوائل، الذين لم يكن لديهم الدليل التاريخي على القوة المسيحية التي يتمتع بها الناس اليوم وأيضًا لأن الأناجيل كانت نادرة في ذلك الوقت. لذلك، من أجل توفير النقص في هذه الضروريات للنمو، تم تقديم المواهب الخارقة للطبيعة بوفرة للكنيسة.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team