تنبأ النبي إشعياء:” الْقَائِلُ عَنْ كُورَشَ: رَاعِيَّ، فَكُلَّ مَسَرَّتِي يُتَمِّمُ. وَيَقُولُ عَنْ أُورُشَلِيمَ: سَتُبْنَى، وَلِلْهَيْكَلِ: سَتُؤَسَّسُ».”(28:44). هذه نبوّة رائعة من حيث أنها ذكرت كورش بالاسم، قبل قرن ونصف من وقته، وتتنبأ بالدور الرائع الذي كان عليه أن يلعبه في تحرير اليهود.
السبعون سنة
في سنة 605 قبل الميلاد،” فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ مُلْكِ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا، ذَهَبَ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَحَاصَرَهَا.”(دانيال 1:1). تم احتلال أورشليم وأسر يهوذا لمدة 70 سنة(دانيال 2:9). بعد 70 سنة، تحققت هذه النبوّة الرائعة. في عام 538 قبل الميلاد، سقطت مدينة بابل.
سقوط بابل
قبل مائة عام من سقوط بابل، تنبأ الله عن بابل والفرات،” وَأَنْهَارَكِ أُجَفِّفُ.”(إشعياء 27:44). كانت بابل القديمة تقع على نهر الفرات (إرميا 63:51و64) وكانت محاطة بسور. نهر الفرات كان يمر في وسط المدينة من خلال بوابتين تنغلق من فوق الى قعر النهر. عندما أغلقت هذه البوابات والمداخل، كانت بابل منيعة بإحكام. تحدث الرب أيضًا عن “كورش”، الرجل الذي فتح بابل، قائلاً: ” …لأَفْتَحَ أَمَامَهُ الْمِصْرَاعَيْنِ، وَالأَبْوَابُ لاَ تُغْلَقُ”(إشعياء 1:45).
في المتحف البريطاني في لندن، يعرض أسطوانة كورش الشهيرة التي تصف كيف غزا بابل. حفر كورش وجيشه خنادق في أعلى مجرى نهر الفرات مما أدى إلى تحويل المياه المتدفقة. انخفض النهر تدريجياً أثناء مروره عبر بابل. في تلك الليلة، كان الملك بيلشاصر ورعاياه سكرانين (دانيال 5)، وكذلك الحراس، ونسوا إغلاق البوابات بالكامل. أصبح منسوب المياه منخفضًا بما يكفي لكورش ورجاله أن يدخلوا من تحت البوابات التي تُركت مفتوحة. اجتاحوا المدينة وقتلوا الملك (دانيال 30:5)، واستولوا على بابل.
عودة اليهود واعادة بناء الهيكل
بعد فترة وجيزة من الاستيلاء على بابل، أصدر كورش مرسومًا يسمح فيه لليهود الأسرى بالعودة إلى وطنهم وإعادة بناء الهيكل (أخبار الأيام الثاني 22:36و23؛ عزرا 1:1-4).” هكَذَا قَالَ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ: جَمِيعُ مَمَالِكِ الأَرْضِ دَفَعَهَا لِي الرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ، وَهُوَ أَوْصَانِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا فِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي فِي يَهُوذَا.”(عزرا 2:1). أشار كورش إلى إشعياء 28:44. ويدّعي جوزيفوس أن ما أشار له كورش كان قد عُرض عليه بعد وقت قصير من سقوط بابل، ومن الطبيعي أن نفترض أن دانيال هو الشخص الذي أخبر الملك بالنبوات التي تحدثت عن غزو كورش لبابل ودوره في إعادة بناء هيكل أورشليم.
في الإستيلاء على بابل وتحرير اليهود، فعل كورش لإسرائيل بالمعنى الحرفي ما سيفعله المسيح لأولاده بإطاحة ببابل الروحية في آخر الأيام(رؤيا 2:18-4, 20؛ رؤيا 1:19و2) .
في خدمة الرب,
BibleAsk Team