“ملاحظة: الرجاء قراءة أرقام المراجع وكأنها عربية, على سبيل الميثال: يوحنا 5:3 تُقرأ ثلاثة:خمسة, أي الإصحاح الثالث والآية رقم خمسة.”
استخدم الله دانيال ليشهد وينشر حقيقته لملوك بابل ومادي وفارس. أرادهم أن يعرفوا الإله الحقيقي – خالق السماء والأرض. وأراد الرب أن يحظى هؤلاء الملوك الوثنيين بفرصة ليكونوا جزءًا من خططه الكونية لإنقاذ البشرية.
سفير لبابل
أرسل الله دانيال ليلمس حياة الملك نَبُوخَذْنَصَّرَ. لم يكن هذا الملك إمبراطورًا لأعظم أمة في ذلك الوقت فحسب، بل كان أيضًا ذكيًا للغاية. كان لديه شعور فطري بالصواب والخطأ. وقد دُعي ” قَوِيِّ الأُمَمِ”(حزقيال 11:31). لذلك، تم تعيينه من السماء وكان له دور في خطة الله. قال الرب عنه، ” وَالآنَ قَدْ دَفَعْتُ كُلَّ هذِهِ الأَرَاضِي لِيَدِ نَبُوخَذْنَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ عَبْدِي…”(إرميا 6:27).
تسجل الأصحاحات الأربعة الأولى من دانيال الطريقة التي كسب بها الرب ولاء الملك. لقد احتاج إلى رجل يكون الممثل المناسب لمبادئه السماوية في بابل. لذلك، اختار عبده دانيال ليكون مبعوثًا إلى نَبُوخَذْنَاصَّرَ. إن الطرق التي استخدمها الله لجذب انتباه نَبُوخَذْنَاصَّرَ إلى دانيال، السجين، والطرق التي جذبت نَبُوخَذْنَاصَّرَ للثقة في دانيال وإلهه، توضح الطريقة التي يستخدم بها الله الناس اليوم لتحقيق إرادته على الأرض. استخدم الله دانيال لأن دانيال كان رجلاً يتمتع بالاستقامة الأخلاقية والنقاء. كان هدفه الوحيد في الحياة هو تمجيد خالقه.
تفوُّق دانيال
يبدأ تقديم دانيال للملك في الفصل الأول. هناك ، نقرأ أن ” دَانِيآلُ جَعَلَ فِي قَلْبِهِ “(دانيال 8:1) أن يعيش في طاعة لكل مبادئ الله. وبناءً على ذلك، جعله الله ” نِعْمَةً وَرَحْمَةً عِنْدَ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ”(الآية ٩). هذا قاد دانيال إلى الخطوة التالية، وهي إظهار التفوق الجسدي لدانيال وأصدقائه (آية 12-15).
ثم التفوق الذهني.” فَأَعْطَاهُمُ اللهُ مَعْرِفَةً وَعَقْلاً فِي كُلِّ كِتَابَةٍ وَحِكْمَةٍ…” (آية 17). وجد الملك أن دانيال وأصدقاؤه” … عَشَرَةَ أَضْعَافٍ فَوْقَ كُلِّ الْمَجُوسِ وَالسَّحَرَةِ الَّذِينَ فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ.” ومن بقية الشباب الذين تعلموا في بابل (الآية ٢٠). وهكذا، في الشخصية والقوة البدنية والأداء العقلي، كان دانيال أفضل بكثير من زملائه الطلاب بشكل ملحوظ. وهكذا حصل على ثقة وإعجاب نَبُوخَذْنَاصَّرَ.
رؤى الله لنبوخَذْنَاصَّرَ
أعدت كل هذه الخطوات نَبُوخَذْنَاصَّرَ لكي يتعرّف على إله دانيال. أعطى الرب للملك سلسلة من التجارب الفريدة – الحلم في الفصل 2، الخلاص المميّز من أتون النار (الفصل 3)، وحلم الفصل 4 – أظهر لعقل الملك معرفة وقوة وشرف إله دانيال.
في الفصل 2، أدّت محدودية المعرفة البشرية، الظاهرة في التجربة، إلى اعتراف نَبُوخَذْنَاصَّرَ لدانيال قائلاً: «حَقًّا إِنَّ إِلهَكُمْ إِلهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الْمُلُوكِ وَكَاشِفُ الأَسْرَارِ…». (آية 47). اعترف الملك بكل صدق أن حكمة الله أسمى بكثير، ليس فقط من الحكمة البشرية، بل حتى من الحكمة المفترضة لآلهته.
اعتراف الملك
لذلك، فإن تجربة التمثال الذهبي وأتون النار جعل نَبُوخَذْنَاصَّرَ يعترف بأن إله السماء ” أَنْقَذَ عَبِيدَهُ ” (دانيال 28:3).” فأصَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّ كُلَّ شَعْبٍ وَأُمَّةٍ وَلِسَانٍ يَتَكَلَّمُونَ بِالسُّوءِ عَلَى إِلهِ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ، فَإِنَّهُمْ يُصَيَّرُونَ إِرْبًا إِرْبًا، وَتُجْعَلُ بُيُوتُهُمْ مَزْبَلَةً، إِذْ لَيْسَ إِلهٌ آخَرُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَ هكَذَا” (الآية 29). في هذه المرحلة، أدرك نَبُوخَذْنَاصَّرَ أن إله السماء لم يكن فقط كلي المعرفة بل كلي القدرة.
تجربة نَبُوخَذْنَاصَّرَ الثالثة – السنوات السبع التي أُخذت خلالها حكمته وقوته – علّمته ليس فقط أن “العلي” هو حكيم وقوي، ولكنه استخدم تلك الحكمة والقوة ليحكم العالم (دانيال 32:4). لديه كل الحكمة والقوة والسيطرة. من المهم أن يكون أول عمل قام به نَبُوخَذْنَاصَّرَ بعد أن رد الله عقله هو اعترافه قائلاً:” فَالآنَ، أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ وَأَحْمَدُ مَلِكَ السَّمَاءِ، الَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ، وَمَنْ يَسْلُكُ بِالْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ.” (الآية 37).
للأسف، الدروس التي تعلمها نَبُوخَذْنَصَّرُ في عهده لم يتبناها الملوك الذين تبعوه. بالنسبة لآخر ملوك بابل، بَيْلْشَاصَّرُ، تمرّد علنًا ضد الله (دانيال 23:5) على الرغم من أنه كان على دراية كاملة باختبار نَبُوخَذْنَصَّرُ (الآية ٢٢). بدلاً من التعاون مع الله، أصبح الملك طاغياً ومتكبرًا وقاسيًا. وهذا الموقف بالذات هو ما تسبب في هلاكه. تم وزن الأمة فوُجِدت ناقصة (الفصل 25:5-28)، وأعطيت السيطرة على العالم إلى الفرس بدلاً من بابل.
دانيال وملوك مَادِي وَفَارِسَ
في الفصل السادس، ننتقل إلى دور دانيال في الوصول إلى ملوك مادي وفارس. ونقرأ قصة أنقاذ الله لدانيال من جب الأسود. وهكذا، أظهر الله قوته وسلطانه لملوك مادي وفارس (دانيال 20:6-23). نتيجة لذلك، قبل الملك داريوس المادي إله دانيال وأعترف أنه هو ” الإِلهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ، وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى.” (الآية 26).” كَشَرِيعَةِ مَادِي وَفَارِسَ الَّتِي لاَ تُنْسَخُ” (آية ٨)، خضع معترفاً ” أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ وَأَنَّهُ يُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ “(دانيال ٤: ٣٢).
أيضًا، تأثر كورش الفارسي جدًا بالدليل المعجزي للقوة الإلهية الموضحة في خلاص دانيال من جب الأسود. وقبِلَ النبوات التي تنبأت بدوره في ترميم أورشليم والهيكل (إشعياء 26:44 إلى 13:45) وقرر أن يتمم مُهِمَّته التي كلفه الله بها.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team