كيف أصبحت راحاب الزانية بطلة في الإيمان؟

BibleAsk Arabic

يروي الرسول بولس في عبرانيين 11 أحداثًا عن أبطال الإيمان ويذكر راحاب الزانية كواحدة منهم:” بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ.”(31). من أ<ل مجازفتها بحياتها لإنقاذ شعب الله، تم تكريم راحاب لأن أصبحت واحدة من أسلاف يسوع المذكورين في الفصل الأول من العهد الجديد (متى 1: 5).

عندما ننظر عن كثب إلى قصة راحاب، يمكننا أن نفهم العمل البطولي الذي قامت به. طلب يشوع من الجاسوسين الذهاب في مهمة خطيرة للتجسس على مدينة أريحا. ” فَذَهَبَا وَدَخَلاَ بَيْتَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ اسْمُهَا رَاحَابُ وَاضْطَجَعَا هُنَاكَ.”(يشوع 1:2). وصل خبر وصولهم إلى ملك أريحا، فأرسل إلى راحاب قائلاً:” «أَخْرِجِي الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَتَيَا إِلَيْكِ وَدَخَلاَ بَيْتَكِ، لأَنَّهُمَا قَدْ أَتَيَا لِيَتَجَسَّسَا الأَرْضَ كُلَّهَا».لكن راحاب خبأتهما”(عدد 3-5) مخاطرة بحياتها وحياة عائلتها.

بتحالفها هذا مع شعب الله، كانت راحاب تضع حياتها على المحك من أجل الله. كانت راحاب تؤمن في قلبها بالله الذي خلّص بني إسرائيل. لقد أدركت في قلبها أن الإله الذي يمكنه القيام بمثل هذه الأعمال العظيمة ويحب شعبه لهذه الدرجة هو الإله الواحد الحقيقي، وأرادت أن تخدمه. أظهرت راحاب إيمانها بواسطة أعمالها حينما خبّأت الجاسوسين (آية ٦). ثم طلبت منهما قائلة:” فَالآنَ احْلِفَا لِي بِالرَّبِّ وَأَعْطِيَانِي عَلاَمَةَ أَمَانَةٍ. لأَنِّي قَدْ عَمِلْتُ مَعَكُمَا مَعْرُوفًا. بِأَنْ تَعْمَلاَ أَنْتُمَا أَيْضًا مَعَ بَيْتِ أَبِي مَعْرُوفًا. وَتَسْتَحْيِيَا أَبِي وَأُمِّي وَإِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي وَكُلَّ مَا لَهُمْ وَتُخَلِّصَا أَنْفُسَنَا مِنَ الْمَوْتِ”(يشوع 12:2و13).” فَقَالَ لَهَا الرَّجُلاَنِ: «نَفْسُنَا عِوَضُكُمْ لِلْمَوْتِ إِنْ لَمْ تُفْشُوا أَمْرَنَا هذَا. وَيَكُونُ إِذَا أَعْطَانَا الرَّبُّ الأَرْضَ أَنَّنَا نَعْمَلُ مَعَكِ مَعْرُوفًا وَأَمَانَةً».”(14-16).

كتب الرسول يعقوب أيضًا عن راحاب عندما فسّر عن العلاقة بين الإيمان والأعمال قائلاً:” أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ… كَذلِكَ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ أَيْضًا، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيق آخَرَ؟”(يعقوب 20:2و22و25و26). أثبتت راحاب إيمانها بتجاهل الأمان الشخصي وربط نصيبها مع شعب الله.

مع أنها كانت زانية، إلا أنها تُعد من المؤمنين، لأن الله كرّمها لوقوفها معه وأصبحت والدة جدّة الملك داود. وهكذا، يمكن اثبات أن أكثر الأمم احتقارًا بإمكانهم الحصول على الخلاص من خلال الإيمان الذي يعمل.

في خدمة الرب,
BibleAsk Team

More Answers: