إن شرط عدم الزواج على الكهنة ليس فقط خطيرًا اجتماعيًا، ولكنه أيضًا غير كتابي. الله نفسه أعلن ” لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ الإنسان وَحْدَهُ” (تكوين 18:2). لم يكن مقصد الله بأن يعيش الإنسان من دون شريك له. ستكون الوحدة ضارة له. الشخص يكون أكثر فاعلية واكتمالًا حين يرتبط بإنسان آخر مما لو كان وحيداً. في العلاقات اليومية الحميمة للحياة المنزلية يمكن تحقيق المزيد عن طريق تخفيف وإخضاع سمات الشخصية غير المحببة وتعزيز الصفات الأفضل. العزوبية ليست حالة طبيعية.
في الكتاب المقدس، كان على الكاهن أن يتزوج من أجل الحفاظ على نسل أولئك الذين يخدمون الله. كان زكريا كاهنًا متزوجًا من أليصابات التي كانت من بنات هارون ” وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ.”(لوقا 5:1و6). لم يكونا عازبين ، لأنهما ولدا ابنا، يوحنا المعمدان. نعمة الله كانت على هذين الزوجين.
لم يوصِ يسوع أبدًا بعدم الزواج، سواء للمسيحيين ككل أو للقادة المسيحيين. في وصف متطلبات الأسقف في الكنيسة، يذكر الكتاب المقدس أنه يجب أن يكون متزوجًا. “فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِيًا، عَاقِلاً، مُحْتَشِمًا، مُضِيفًا لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحًا لِلتَّعْلِيمِ،”؛(1 تيموثاوس 2:3).
يذكر في سجل الكتاب المقدس أن بطرس كان متزوجًا (مرقس 30:1). وبالتالي، ليس من المنطقي أن تقول الكنيسة الكاثوليكية إن بطرس كان البابا الأول حينما لا يتزوج البابا أبدًا.
في حين أن عدم الزواج ليس خطيّة، فهو ليست لمعظم الناس. تحدث يسوع عن هبة العزوبية، لكنه أوضح أن «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم… مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ». (متى 10:19-12). وبالتالي، فإن العزوبية طوعية تمامًا وليست مفروضة.
في الواقع، تنبؤات بولس حين قال:” يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، ” تنص على أن “منع الزواج” سيكون علامة على ذلك. ” وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ… مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، ” (تيموثاوس الأولى 1:4و3) يحذر بولس هنا من المفاهيم المتعصبة التي أدخلها الأغناطسيون لأول مرة على المسيحية وأدامها النظام الرهباني. يعتقد الأغناطسيون أن كل شيء شرير، وأن جسم الإنسان بتكوينه المادي، يجب أن تُقمع وتُنكر عواطفه. وفقًا لهذه النظرية، أصبح الزواج تنازلًا عن شهوات الجسد، وبالتالي كان خاطئًا. يوضح بولس أن الزواج هو مؤسسة منحها الله وأن مهاجمة هذه المؤسسة ستكون بمثابة مهاجمة حكمة الله اللامحدودة وأهدافه الصالحة (1 كورنثوس 2:7 ؛ عبرانيين 4:13).
الكتاب المقدس يُعلِّم بوضوح أن ” الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ…”(عبرانيين 4:13). الزواج ” مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ”، ولا سيما خدام الله. وبالتالي، فإن مطلب الكنيسة الكاثوليكية بالعزوبية على كهنوتها يتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس الواضحة.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team