BibleAsk Arabic

بما أن موت المسيح كان ضروري لخلاصنا, لماذا كان على المسيح أن يعيش 33 سنة؟

موت المسيح كان ضروري لخلاصنا, ولكن كان من الضروري له أن يعيش 33 سنة على هذه الأرض لكشف شخصية الله لكل من البشر والملائكة.” الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.”(كولوسي 15:1)، فهو الوحيد المؤهّل لإعلان شخصية الآب للكون. لقد صار إنساناً لكي:

يفضح أكاذيب الشيطان

هاجم الشيطان شخصية الله أمام الكون باتهاماته الباطلة. حتى أن كبريائه قادته إلى القول:” … أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ.”(إشعياء 13:14و14). على النقيض من ذلك، فإن المسيح ” الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.”(فيلبي 6:2و7). بتنازل المسيح ليأخذ على نفسه الطبيعة البشرية، كشف عن شخصية معاكسة لصفات الشيطان. وتنازل أكثر في طريق الذل.” وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.”(فيلبي 8:2).

يكشف عن محبة الله

الله محبة وكل ما يريده من مخلوقاته هو المحبة. لا يمكن كسب المحبة بالقوة. إستطاع المسيح أن يكشف محبة الله لأنه عرف إرتفاع وعمق محبة الله. لذلك، تخلى عن عرشه، وتنحى عن عرش الكون، ليخلِّص العالم (عبرانيين 5:10-7).” لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يوحنا 16:3).

قال المسيح: ” وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ” – ” الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ (يوحنا 26:17؛ خروج 6:34). وقد تنبأ الكتاب بعمله لإعلان الآب،” وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.” (متى 22:1و23)و((إشعياء 14:7).

يشعر مع البشرية

جاء ابن الله ليس ليسكن بيننا فحسب، بل  ليشعر ويتوحد مع العائلة البشرية أيضًا (يوحنا 1:1-3و14؛ رومية 1:8-4 ؛ فيلبي 6:2-8؛ عبرانيين 16:2و17). لهذا السبب، نعلم أن الخالق على دراية بتجاربنا، ويتعاطف مع أحزاننا. يمكننا أن نراه كصديق للخطاة. كل عمل قام به تمحور حول ذلك (يوحنا 28:8؛ 57:6؛ 50:8؛ 18:7). “مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.”(إشعياء 5:53). عاش المسيح في “جَسَدِ تَوَاضُعِنَا “(فيلبي 21:3) لكي يقترب من الحزناء والمجربين. بإنسانيته, لمس المسيح البشرية. بألوهيته، تمسك بعرش الله.

يكون قدوة على الطاعة

كانت حياة المسيح مثالاً على طاعة إرادة الله. بحياته الخالية من الخطية (1 بطرس 22:2؛ عبرانيين 15:4)، كرّم ناموس الله ولم ينقضه (متى 17:5و18). أخذ صورة العبد المطيع ليعلّم المؤمنين كيف يطيعون (رومية 19:5). ووعد بأن يعطي انتصاره على الخطيّة للمؤمنين (فيلبي 13:4).

يوحِّد العائلات البشرية والسماوية

خلال حياته، ربط المخلّص نفسه بالبشرية بارتباط لا ينكسر أبدًا. حقق الله وعده،” لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ …”(إشعياء 6:9). لقد تبنّى الرب الطبيعة البشرية في شخص ابنه، وحملها إلى أعلى سماء. وأصبح ” الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً،”(عبرانيين 26:7؛ 11:2). وهكذا، في المسيح، توحّدت العائلات البشرية والسماوية (أفسس 7:2؛ 10:3و11).

يُبرر الله

من خلال خدمة المسيح على الأرض، فإن حكم الله مبرر إلى الأبد. كل من عدل ورحمة الخالق قد إستُوفي تمامًا. عدل الله يحكم على الخاطئ ورحمته تفديه. وهكذا، فإن اتهام الشيطان الكاذب عن محبة الله دُحِض وأكاذيبه انكشفت. لذلك، لا يمكن للخطيّة أن تقوم مرة ثانية في الكون. من خلال التضحية العظيمة إتّحد سكان الأرض والسماء بخالقهم في أواصر المحبة. لذلك، سيُسبح البشر الرب الى الأبد على هديته التي لا توصف – عِمَّانُوئِيلَ “اَللهُ مَعَنَا”.

في خدمة الرب,
BibleAsk Team

More Answers: