BibleAsk Arabic

هل اللاهوت الحالي بأن “الله يدعم إسرائيل” كتابي؟

تثبت دراسة سفر الرؤيا أن تركيز المسيحية الكبير على لاهوت “الله يدعم إسرائيل” ليس كتابيًا. لا يعني ذلك أن الله لا يحب إسرائيل الحديثة ولكن لأن تركيز الرؤيا ليس على “إسرائيل كدولة”، بل على “إسرائيل الله” التي تتكون من “يهود وغير يهود” في المسيح يسوع.

وفقًا للعهد الجديد، هناك الآن إسرائيليتان. أحدهما مؤلف من بني إسرائيل بالمعنى الحرفي “حسب الجسد”(رومية 3:9و4). والأُخرى هي “إسرائيل الروحية” المكونة من اليهود والأمم الذين يؤمنون بيسوع المسيح. يقول بولس، ” … لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ،”(رومية 6:9). أي أن ليس كل شعب إسرائيل الروحية هم من أمة إسرائيل الحقيقية. ويضيف:” أَيْ لَيْسَ أَوْلاَدُ الْجَسَدِ[من نسل إبراهيم] هُمْ أَوْلاَدَ اللهِ، بَلْ أَوْلاَدُ الْمَوْعِدِ يُحْسَبُونَ نَسْلاً.”(آية 8).

وهكذا، فإن أبناء الجسد هم فقط من النسل الطبيعي لإبراهيم، لكن أبناء الموعد هم الذين يُحسبون على أنهم النسل الحقيقي. والسبب في ذلك هو: يمكن لأي شخص – يهودي أو أممي – أن يصبح جزءًا من هذه الأمة الروحية لإسرائيل من خلال الإيمان بيسوع المسيح.

صحيح أن الله اختار إسرائيل في العهد القديم ليكونوا شعبه المختار الذي يشارك العالم بأسره في الحقيقة. ولكن عندما كان يسوع على الأرض، رفضته الأمة الإسرائيلية ورفضت رسالته الروحية.” أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». فَقَالَ الْيَهُودُ:«فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ.”(يوحنا 19:2-21). لم يكن يسوع يتحدث عن إعادة بناء الهيكل لإسرائيل. كان يقصد بناء هيكل روحي لجميع الناس.

ثم أضاف يسوع بحزن:”يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا.”(متى 37:23و38).

بسبب عصيان ورفض اليهود، تنبأ يسوع بتدمير الهيكل وأورشليم.”… اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ ههُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!”(متى 1:24و2). تحققت نبوته عن الدمار في عام 70 م على يد الرومان. في تلك المرحلة ، إنتقلت وعود الله وعهده لإسرائيل, من إسرائيل الفعلية إلى إسرائيل الروحية – الكنيسة (كورنثوس الأولى 24:1).

معلِّمو نبوّات الكتاب المقدس الذين يربطون نبوّات نهاية الزمان بإسرائيل الحديثة، استخدموا هذه الآية “وَهكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ.”(رومية 26:11) لتعني أن الله سيخلِّص في النهاية جميع اليهود. لكن الله ليس عنصريًا (أعمال الرسل 34:10). في العهد الجديد، المؤمنون المخلصون هم نحن الذين ” نَعْبُدُ اللهَ بِالرُّوحِ، وَنَفْتَخِرُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى الْجَسَدِ.”(فيلبي 3:3). وهكذا، فإن أي شخص يقبل المسيح، سواء كان يهوديًا أو أمميًا، سيخلص.

هذه هي الأخبار السارة في الإنجيل:” لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ.”(غلاطية 28:3و29). في ملكوت المسيح، الجميع يرتدون نفس رداء بر المسيح، الذي ينالونه بالإيمان به.

ملكوت الله هو ملكوت روحي. وبالتالي، فإن تركيز نبوّات نهاية الزمان في الكتاب المقدس (جبل صهيون وإسرائيل وأورشليم والمعبد والفرات وبابل وهرمجدون) لا ينبغي أن يكونوا بالحالة الفعلية بل بحالة الله الروحية.

في خدمة الرب,
BibleAsk Team

More Answers: