“ملاحظة: الرجاء قراءة أرقام المراجع وكأنها عربية, على سبيل الميثال يوحنا 5:3 تُقرأ ثلاثة:خمسة, أي الإصحاح الثالث واللآية رقم خمسة.”
بدأ الصراع بين عيسو ويعقوب منذ ولادتهما. بعد أن تزوج إسحاق من رفقة، وجد أنها عاقر (تكوين 20:25و21). فطلب إسحاق من الرب أن يرزقهم أولادًا، فاستجاب الرب لصلاته. وحبلت رفقة. لكن الأطفال جاهدوا في بطنها. وسألت الرب عن هذا الأمر.”فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: «فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ، وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ، وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ»”.(الآية 23). وهكذا أطلعها الرب على الصراع المستقبلي بين توأمها.
ولادة عيسو ويعقوب
عندما ولد ابن إسحاق الأول دعوه عيسو. ودعوا الثاني يعقوب أي ” قابض العقب” أو “يخدع”. كان هذا الإسم يتنبأ عن شخصيته ومصيره. نشأ الصبيان بشكل مختلف تمامًا. كان عيسو صيادًا ماهرًا رجل برية. لكن يعقوب كان رجلاً لطيفًا يسكن الخيام (تكوين 27:25). لسوء الحظ، أحب إسحاق عيسو لأنه أكل من صيده، لكن رفقة أحبت يعقوب (تكوين 28:25). خلقت هذه المحسوبية الانقسام والحزن في الأسرة.
نقطة التحول في علاقة التوائم
تم توضيح الاختلاف في الشخصية بين الأخوين في حادثة واحدة، والتي أصبحت نقطة تحوُّل في حياتهما. ذات يوم، طبخ يعقوب يخنة من العدس (الآية 34). وعيسو، الذي يبدو أنه عاد من رحلة صيد وكان خائراً من الجوع، قال ليعقوب:” «أَطْعِمْنِي مِنْ هذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ «أَدُومَ». فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ، فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ، فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزًا وَطَبِيخَ عَدَسٍ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.”(تكوين 30:25-34).
امتيازات البكورية
بموجب الشريعة الموسوية، كانت امتيازات البكر هي:(1) خلافة سلطة الأب، (2) إرث مضاعف من ممتلكات الأب، (3) امتياز أن يصبح كاهن العائلة (خروج 29:22؛ عدد 14:8-17؛ تثنية 17:21). بالنسبة لأولاد إبراهيم، حق البكورية أيضًا كان: (1) الخلافة لوعد كنعان الأرضية وبركات العهد الأخرى، (2) شرف لأنه من تلك السلالة يأتي المسيح الموعود به.
الغاية لا تبرر الوسيلة
عرف يعقوب نبوّة الملاك التي صدرت قبل ولادتهما (تكوين 23:25). لكنه استغل ما بدا له أنها صفقة عادلة. كان اقتراحه لعيسو غير أمين ومخزي. لأنه كشف عن روح غير صبورة وقلة إيمان بتدبير الله. إنه لأمر خطير أن نتقدم على العناية الإلهية، التي تحقق قصد الله في الوقت المناسب وبدون مكيدة بشرية. كان هذا النقص في الإيمان مشابهًا لما كشفه إبراهيم في زواجه من هاجر (تكوين 3:16). إن المفهوم القائل بأن الغاية تبرر الوسيلة خاطئ (متى 3:4و4). لم يستطع الله أن يجيز هذا الفعل لكنه أبطله لتحقيق هدفه النهائي.
رفض عيسو مسؤوليته الروحية
الشيء الوحيد الذي كان مهمًا لعيسو في ذلك الوقت هو إشباع شهيته. بدت البركات الروحية المستقبلية غير مثيرة للاهتمام بالنسبة له. وبهذا أظهر نفسه على أنه ” زَانِيًا أَوْ مُسْتَبِيحًا “ (عبرانيين 16:12). أثبتت الطريقة التي باع بها بكوريته لتناول وجبة من العدس أنه لم يكن لائقًا لأن يصبح وريثًا لعهد الله الكريم. بينما لا يمكن تبرير سلوك يعقوب، فإن سلوك عيسو يستحق انتقادات شديدة.
لاحقًا، تاب يعقوب عن خطيّته وغفر له الرب. لكن عيسو كان بعيداً عن الغفران، لأن توبته كانت مجرد حزن على عواقب تصرفه المتهور، وليس على الفعل نفسه (عبرانيين 16:12و17).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team