نظرية الاختطاف السري تستند على بعض النصوص التي تم إخراجها من سياقها. هناك فكرتان رئيسيتان تم استخدامهما في الكتاب المقدس لإثبات فكرة الاختطاف “السري”:
١- فكرة أن يسوع سيأتي ” كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ”. تفترض نظرية الاختطاف السرية أن هذا يعني أنه سيأتي سرًا لسرقة الأبرار وحملهم بهدوء إلى السماء.
مجيء المسيح يوصف ” كَلِصٍّ” عدة مرات في العهد الجديد. دعونا نلقي نظرة على أحد هذه المقاطع ونرى ما إذا كان يصف الاختطاف السري.” وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا.”(2 بطرس 10:3). طبعاً هذا لا يبدو حدثاً سرياً أبداً!
لن يكون مجيء المسيح هادئًا، لكن سيكون مفاجئًا وغير متوقع ويتفاجأ الأشرار به. قال يسوع:” وَإِنَّمَا اعْلَمُوا هذَا: أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِقُ لَسَهِرَ، وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ. فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ”(لوقا 39:12و40). وبالمثل، قال بولس للمسيحيين في تسالونيكي،” وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ كَلصٍّ.”(تسالونيكي الأولى 4:5). لا يريد الله أتباعه أن تتفاجأ. يريدهم أن يكونوا متيقظين ومستعدين.
2- الفكرة الثانية موجودة في لوقا 34:17-36 “أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ يَكُونُ اثْنَانِ عَلَى فِرَاشٍ وَاحِدٍ، فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ. تَكُونُ اثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ مَعًا، فَتُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى. يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ».فَأَجَابوا وَقَالُوا لَهُ:«أَيْنَ يَارَبُّ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «حَيْثُ تَكُونُ الْجُثَّةُ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ».”.
وفقًا للاختطاف السري، يفسرون هذا المقطع بأن القديسين سيختفون فجأة من الأرض عند عودة يسوع. دعونا نلقي نظرة على الأدلة ونرى حقيقة ما تعلمه هذه الآيات:
في لوقا 34:17-36، استخدم يسوع بعض الرموز لتوضيح نقطة بسيطة. في نهاية الأزمنة، ستكون هناك فئتان من الناس فقط على الأرض – الهالكون والمخلَّصون.
- اثْنَانِ عَلَى فِرَاشٍ وَاحِدٍ. يشير الفراش عمومًا إلى النوم، واستخدم يسوع النوم كرمز للموت. قال للتلاميذ: “«لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ»… فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ حِينَئِذٍ عَلاَنِيَةً: «لِعَازَرُ مَاتَ. ” (يوحنا 11:11و14). عند القيامة في اليوم الأخير، سيكون هناك فئتان من البشر نائمون في القبور: الهالكون والمخلّصون.
- اثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ مَعًا. في نبوّات الكتاب المقدس، المرأة هي رمز للكنيسة (إرميا 2:6). يمثِّل طحن الحبوب, العمل في كلمة الرب. عندما يأتي المسيح، سيكون هناك نوعان من الكنائس – الكاذبة والحقيقية. الإثنتان يشاركان في الكلمة، لكن فقط واحدة ستخلُص.
- اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ. يمثل الحقل العالم (متى 38:13). عند المجيء الثاني ليسوع، سيكون هناك فئتان من الخدام يعملون في الحقل – الكاذب والحقيقي. لهذا قال:” كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!”(متى 22:7و23).
على الرغم من أن سيناريو الاختطاف السري قد يبدو مطمئناً ومريحًا، إلا أنه لا يوجد دعم كتابي له على الإطلاق. بل بالعكس، يعلمنا الكتاب المقدس بوضوح أنه عندما يأتي يسوع مرة أخرى، فإن كل حواسنا ستنغمس بمجيئه.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team