يذكر سفر الرؤيا بوضوح أين عاش الشيطان مرة، وأين يعيش الشيطان الآن وأين سيكون في المستقبل. ” وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ، وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ وَلَمْ يَقْوَوْا، فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي السَّمَاءِ. فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ.”(رؤيا 7:12-9).
عاش الشيطان مرة في السماء
كما رأينا في الآيات أعلاه، عاش الشيطان ذات مرة في السماء. كان هذا عندما دعي زهرة بنت الصبح الذي خلقه الله لخدمته.” كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟”(إشعياء 12:14). سقط الشيطان من السماء بسبب طموحه وأنانيته (إشعياء 13:14-15).
ويتضح ذلك في كتاب حزقيال.” أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ، وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ. أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ. بِكَثْرَةِ تِجَارَتِكَ مَلأُوا جَوْفَكَ ظُلْمًا فَأَخْطَأْتَ. فَأَطْرَحُكَ مِنْ جَبَلِ اللهِ وَأُبِيدُكَ أَيُّهَا الْكَرُوبُ الْمُظَلِّلُ مِنْ بَيْنِ حِجَارَةِ النَّارِ. قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ…”(حزقيال 14:28-17).
يسوع نفسه يقول أنه شاهد الشيطان يسقط من السماء. ” فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ.” (لوقا 18:10). وهكذا، يمكننا أن نعرف على وجه اليقين أن الشيطان، الذي كان يسمى زهرة بنت الصبح، كان يسكن في السماء حتى أخطأ ضد الله وطُرح إلى الأرض.
يعيش الشيطان الآن على الأرض
كما رأينا في الآيات وفي رؤيا 12، أُلقي الشيطان إلى الأرض. الشيطان لا يعيش هنا فحسب، بل إنه يعمل باستمرار.”فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «مِنَ أَيْنَ جِئْتَ؟». فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا».”(ايوب 7:1). انظر أيضا ١ بطرس ٥: ٨.
يذكر سفر الرؤيا أيضا أن الشيطان له كرسي في الأرض. ” أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، وَأَيْنَ تَسْكُنُ حَيْثُ كُرْسِيُّ الشَّيْطَانِ، وَأَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بِاسْمِي، وَلَمْ تُنْكِرْ إِيمَانِي حَتَّى فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا كَانَ أَنْتِيبَاسُ شَهِيدِي الأَمِينُ الَّذِي قُتِلَ عِنْدَكُمْ حَيْثُ الشَّيْطَانُ يَسْكُنُ.”(رؤيا 13:2).
يبدو أن المكان الذي استشهد فيه أنتيباس هو مكان كرسي الشيطان، ومع ذلك، لا توجد آية في الكتاب المقدس أو سجل تاريخي يدُل أين هذا المكان بالتحديد. قد يجوز أن هذا الكرسي هو مقر الشيطان. بغض النظر عن مكان وجوده على وجه الأرض، فمن الواضح أنه يجلس ويسكن ويتحرك هنا على الأرض. يمتلك الشيطان أيضًا القدرة على أن يكون في الهواء في غلافنا الجوي (أفسس 1:2و2).
“… وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلاً”(رؤيا 12:12).
مستقبل الشيطان
يقول الكتاب المقدس أن الشيطان عنده “وقت قصير”. إنه يعلم أن نهايته قادمة قريبًا. عند المجيء الثاني للمسيح، وسوف يقيَّد في الهاوية لمدة ألف سنة.
“وَرَأَيْتُ مَلاَكًا نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ، وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ. فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ،وَطَرَحَهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ لِكَيْ لاَ يُضِلَّ الأُمَمَ فِي مَا بَعْدُ، حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. وَبَعْدَ ذلِكَ لاَبُدَّ أَنْ يُحَلَّ زَمَانًا يَسِيرًا.”(رؤيا 1:20-3). الشيطان مقيد في الهاوية لمدة ألف سنة, وكل الخلّصين عَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ. وَأَمَّا بَقِيَّةُ الأَمْوَاتِ فَلَمْ تَعِشْ حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. (رؤيا 4:20و5).
بمجرد الانتهاء من الألف سنة، سيخرج الشيطان لمحاولة أخيرة لمهاجمة الله وشعبه. ومع ذلك ، سيتم طرحه في بحيرة النار (رؤيا 20: 7-10).
ثُمَّ مَتَى تَمَّتِ الأَلْفُ السَّنَةِ يُحَلُّ الشَّيْطَانُ مِنْ سِجْنِهِ، وَيَخْرُجُ لِيُضِلَّ الأُمَمَ.. وَأَحَاطُوا بِمُعَسْكَرِ الْقِدِّيسِينَ وَبِالْمَدِينَةِ الْمَحْبُوبَةِ، فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُمْ… وَإِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ.( رؤيا 7:20-10)
المفاهيم الخاطئة الشائعة
لدى الكثير فكرة أن الشيطان حالياً يعيش في جهنّم أو أنه حاكم العالم السفلي. ومع ذلك، هذا ليس صحيحاً. يسميه يسوع ” رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ “(يوحنا 31:12). الشيطان هنا على الأرض وهو حي.
الشيطان كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ (يوحنا 44:8). واحدة من أعظم أكاذيبه أنه غير موجود أو أنه يعيش في جهنم، منفصل عن الناس. هذا اعتقاد خاطئ وخطير ، لأنه يعطي الناس فكرة أنه ليس لديهم عدو يجب توخي الحذر منه. كجنرال عسكري في قوى الظلام، ليس لديه ميزة أفضل. يحتاج شعب الله أن يحذروا من الشيطان، وهو ما يعني حرفياً “العدو”، لأنه يسعى فقط لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ (يوحنا 10:10).
يسوع هو قائد السماء العظيم (رؤيا 11:19-16) وقول لشعبه “الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ.”(أفسس 11:6-12).
الإستنتاج
على شعب الله أن يعرفوا أين يعيش الشيطان، العدو ، حتى يتمكنوا من المقاومة (يعقوب 7:4) ويتغلبون عليه. “… الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلاً. وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ.”(رؤيا 10:12-11).
من المهم أيضًا معرفة نهايته لكي لا يكون لدينا أي جزء فيها. بدلا من ذلك، سيكون لشعب الله دور في تدمير الشيطان. ” وَإِلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ.”(رومية 20:16).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team