بعد السقوط، بقيت جنة عدن على الأرض لفترة طويلة بعد طرد الإنسان منها. لكن كان من الضروري منع الإنسان من الاستمرار في أكل ثمار شجرة الحياة الموجودة في جنة عدن لئلا يصبح خاطئًا خالدًا. من خلال الخطيّة سقط الإنسان تحت سلطان الموت. وهكذا، فإن الثمار التي كانت تزوِّده بالخلود أصبحت تضر به الآن. الخلود في حالة الخطيّة، وبالتالي الألم المستمر، لم تكن الحياة التي خططها الرب لأولاده.
“وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ».فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.”(تكوين 3: 22-24).
كان منع الإنسان من الوصول إلى هذه الشجرة الواهبة للحياة هو من أعمال الرحمة الإلهية التي ربما لم يفهمها آدم تمامًا في ذلك الوقت، ولكنه سيكون ممتننًا له في الملكوت الأبدي. كان مسموح لأولاد آدم وحواء ولفترة طويلة من الزمن, بالنظر من بُعد إلى جنة عدن، ولكن مُنع دخولهم من قبل الملائكة أو الكروبيم الذين يحرسون باب الجنة.
يُحتمل أن يكون آدم وأولاده قد جاءوا لعبادة الرب عند مدخل الجنة. هناك، كانوا يعيدوا تكريس حياتهم للرب ووصاياه، لأن العصيان تسبب في طردهم من عدن. ولكن عندما ملأ العالم مد التمرد على الرب، وحُكم عليهم بالهلاك بواسطة الفيضان، اليد التي زرعت عدن عادت وسحبتها من الأرض.
ربما ذكرى الكائنات السماوية التي كانت تحرس الطريق إلى شجرة الحياة في جنة عدن احتُفظ بها في اساطير بلاد ما بين النهرين القديمة، التي يذكر فيها ان جلجامش خرج بحثًا عن “عشبة الحياة” أو الخلود. المكان الذي كان من المعتقد ان يوجد فيه “عشبة الحياة”، تذكر الأسطورة أن “رجال شبيهة بالعقارب كانت تحرس الباب، والذي ينظرهم يموت, ومجدهم الرهيب يهدالجبال.”
الأرض الجديدة
في الاسترداد النهائي، عندما يكون هناك “سماء جديدة وأرض جديدة” (رؤيا 21: 1) ، سيتم استعادة جنة عدن بشكل أكثر تمجيدًا مما كانت عليه في البداية:” فِي وَسَطِ سُوقِهَا وَعَلَى النَّهْرِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ، شَجَرَةُ حَيَاةٍ تَصْنَعُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ثَمَرَةً، وَتُعْطِي كُلَّ شَهْرٍ ثَمَرَهَا، وَوَرَقُ الشَّجَرَةِ لِشِفَاءِ الأُمَمِ.”(رؤيا 2:22).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team