على الرغم من أن المسيحيين يحصلون على الشفاء بناءً على عهد الله (تثنية 28؛ خروج 26:15) ووعوده (يعقوب 14:5؛ مزامير 2:103-5؛ إرميا 17:30)، فمن الواضح أن العديد من المسيحيين الصالحين في هذا العالم لا يحصلون على الشفاء. ونرى هذا في الكتاب المقدس عندما “بولس” ترك تُرُوفِيمُسُ مريضًا في مِيلِيتُسَ “(2 تيموثاوس 20:4). وقال لتيموثاوس:” … اسْتَعْمِلْ خَمْرًا قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.”(1 تيموثاوس 23:5). وكان الرسول نفسه يعاني من مرض جسدي لم يشفِه الرب منه( 2 كورنثوس 7:12-9)
ويتساءل البعض لماذا عمل يسوع الكثير من معجزات الشفاء خلال خدمته على الأرض، ولكن لا يمكننا مشاهدة نفس المظاهر اليوم؟ الإجابة على هذا السؤال هو أن:عجائب يسوع كانت علامات سماوية على سلطانه كمسيح حتى يتمكن الناس من التأكد من أنه مخلّص العالم (يوحنا 31:7).
أسباب المرض
هناك أسباب مختلفة للمرض والمشاكل الجسدية: الأمراض الوراثية، الانتهاكات المباشرة لقوانين الله الصحية، الخطيّة، الحوادث، عدم الإيمان … إلخ. على أي حال من الأحوال، على المريض أن يطلب المساعدة من الرب (إرميا 14:17).
إذا كان المريض يعيش في الخطية, فعليه أن يتوب.” …لَيْسَتْ فِي عِظَامِي سَلاَمَةٌ مِنْ جِهَةِ خَطِيَّتِي.” (مزمور 3:38). لذلك،” اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا…” (يعقوب 16:5).
إذا كان المريض يخالف قوانين الله الصحية، فعليه أن يعيش في انسجام مع المبادئ الإلهية. بعض قوانين الله الصحية مذكورة في تكوين 16:2, لاويين 11، تثنية 14، لاويين 22:7-27 … إلخ.
إذا كان المريض يفتقر إلى الإيمان، فعليه تقوية إيمانه بقراءة كلمة الله.” إِذًا الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ.”(رومية 17:10). ثم استخدم هذا الإيمان.” وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا.”(1 يوحنا 14:5).
إذا كان المرض وراثيًا أو نتيجة حادث، يحتاج المريض إلى فهم أن كل البشر في هذا العالم يحصدون عواقب الخطيّة. ” مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.”(رومية 12:5؛ 23:6).
الله يعمل كل الأشياء لخير أولاده
بسبب الخطيّة، يصاب كل إنسان بطريقة أو بأخرى (بالمرض، الفقر، قلة الفرص، العبودية، مشاكل العلاقات، مشاكل العمل … إلخ). المعاناة هي مصير كل البشر. لذلك،” لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ” (1 بطرس 12:4).
ولكن يجب أن نكون سعداء لأننا” نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.”(رومية 28:8). لهذا السبب، يجب أن نثق به ونقبل إرادته.” فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ،”(رومية 12:12). “… بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ.”(1 بطرس 10:5).
أمل للمرضى
بعد التوبة والالتزام بشرائع الله، يجب أن يأمل المريض في رحمة الله. يقول الكتاب المقدس،” أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ، وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ.”(يعقوب 14:5و15). لكن يجب أن تتم الطلبات وفقًا لإرادة الله، لأنه لا أحد يعرف ما هو الأفضل للآخر.
عمل الخالق كل ما في وسعه ليعيد أولاده إلى حالة الكمال الأصلية. أخذ على عاتقه أن يفدي البشرية. ومات ليدفع ثمن خطاياهم حتى يكون لكل الناس الحياة الأبدية (يوحنا 16:3).” وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.”(إشعياء 5:53).
في الأرض الجديدة، كل المرضى سيحصلون على أجسادًا كاملة. بعد ذلك سوف ينسون آلام هذه الحياة. والله نفسه” سَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ”(رؤيا 4:21).
في خدمة الرب,
BibleAsk Team