يعتقد الملايين من المسيحيين الناشطين سياسيًا في أميركا أن الله نفسه يدعم دولة إسرائيل وأنه في النهاية سيدمّر أعداء الدولة اليهودية في معركة هَرْمَجَدُّونَ. نقرأ في سفر الرؤيا تنبؤات عن جبل صهيون (14:1) وأسباط إسرائيل الاثني عشر (4:7-8)وأورشليم(10:21)والهيكل(19:11)و هَرْمَجَدُّونَ (16:16). من الواضح أن سفر الرؤيا يستخدم مصطلحات وجغرافيّة إسرائيل في نبوّاته. لكن هل تؤخذ هذه المصطلحات بشكل رمزي أم روحي؟
وفقًا للعهد الجديد، هناك الآن إثنان من إسرائيل. أحدهما مؤلف من بني إسرائيل بالمعنى الحرفي “حسب الجسد” (رومية 3:9و4). والآخر هو “إسرائيل الروحية” المكونة من اليهود والأمم الذين يؤمنون بيسوع المسيح. يعلّم بولس بوضوح أنه “… لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ”(رومية 6:9). أي ليس كلهم جزءًا من إسرائيل الروحية الذين هم أمة إسرائيل الحقيقية. ويضيف:” لَيْسَ أَوْلاَدُ الْجَسَدِ [من نسل إبراهيم] هُمْ أَوْلاَدَ اللهِ، بَلْ أَوْلاَدُ الْمَوْعِدِ يُحْسَبُونَ نَسْلاً.”(آية 8).
وهكذا، فإن أولاد الجسد هم من النسل الطبيعي لإبراهيم، ولكن أبناء الموعد هم الذين يُحسبون على أنهم النسل الحقيقي. يمكن لأي شخص – يهودي أو أممي – أن يصبح جزءًا من أمة إسرائيل الروحية من خلال الإيمان بيسوع المسيح.
صحيح أن الله اختار بني إسرائيل في العهد القديم ليكونوا شعبه المختار ليشاركوا حقيقته مع العالم بأسره. ولكن عندما رفضوا المسيح كأمة وخططوا لقتله،” أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». فَقَالَ الْيَهُودُ:«فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ.”(يوحنا 19:2-21).
هنا، لم يكن يسوع يتكلم عن إعادة بناء الهيكل. كان يقصد بناء الهيكل الروحي – الكنيسة – لجميع البشر. وأضاف حزينًا:” «يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا.”(متى 37:23و38).
وبسبب عصيان اليهود ورفضهم، تنبأ يسوع بهدم الهيكل في أورشليم قائلاً:”… اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ ههُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!”(متى 2:24). نبوّة يسوع عن تدمير الهيكل وأورشليم تحققت في سنة 70 م. بواسطةالرومان. ثم تحوّلت وعود الله وعهده إلى إسرائيل الروحية أو الكنيسة.
أساتذة نبوّات الكتاب المقدس الذين يربطون نبوّات نهاية الأيام بإسرائيل، استخدموا هذه الآية “وَهكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ” (رومية 26:11) لتعني أن الله سيخلّص في النهاية جميع اليهود. لكن الله ليس عنصريا. في العهد الجديد، المؤمنون المخلصون هم فقط “… الَّذِينَ نَعْبُدُ اللهَ بِالرُّوحِ، وَنَفْتَخِرُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى الْجَسَدِ.”(فيلبي 3:3). وهكذا، فإن أي شخص يقبل المسيح، سواء كان يهوديًا أو أمميًا، سيخلص بالتأكيد (غلاطية 28:3و29).
وهكذا نرى أن ملكوت الله هو ملكوت روحي. لذلك، في نبوّات نهاية الأيام في الكتاب المقدس لا ينبغي أن نعتبر بأن (جبل صهيون والقدس والهيكل ونهر الفرات وبابل وهرمجدون) هي دولة إسرائيل الفعلية بل إسرائيل الروحية أو الكنيسة.
في خدمة الرب,
BibleAsk Team